لماذا يفتتن الرجال بالمرأة الشقراء؟

0 492

تحقيق: أميمة صابر

تقول د. سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع: أن قضية الجمال نسبية وتختلف من بيئة لأخرى ولا توجد لها مسلمات، فما يعتبره البعض قبيحاً يعتبره البعض الآخر جميلاً، وربما استحسنه إذا ما انتقل للعيش من مكان إلى لآخر، فاختلاف الأذواق التي على أساسها يقيم الناس قضية الجمال ترتبط في الأساس بالبيئة، وربما تختلف من الحضر إلى الريف، وهذا الاختلاف يرتبط بالبيئة، فقديماً كان يُعتبر -وما زال- أن العيون الواسعة مصدراً للجمال، لأن الحيوانات مثل الخيول والغزلان كانت تمتاز بذلك، وبعض البيئات يتخيلن أن الجمال مثلاً محصور في البدينات، ومجتمعات أخرى ترى الجمال بمنظور آخر، وبالتالي لا يمكن الحكم عليه بصيغة واحدة. وفي ثقافتنا مجموعة من الموروثات والتابوهات أو القوالب الجامدة التى لابد أن تتغير عن شكل المرأة ومواصفات جمالها، وبشكل عنصري نجد لون البشرة من أهم تلك المواصفات وعلى أساسه تقيّم الفتاة بما إذا كانت جميلة أو قبيحة.

بعض الرجال أو معظمهم يفضلون المرأة الشقراء، ويعتبر بلا تردد أن كل إمرأة شقراء جميلة! بل إن الجمال يتجسد في المرأة الشقراء! وكثيرون منهم يعتقدون أن المرأة الشقراء أكثر حباً للحياة، وقادرة على جعل الحياة جميلة وممتعة أضعاف ما تملك السّمراء في زمن لم تعد تُعرف الشّقراء من السّمراء التي تلوّن شعرها! وربما يكون السبب وراء تفضيل شبابنا للمرأة الشّقراء هو افتقادهم لهذا الجمال في منطقتنا بشكل عام، ورغبة منهم بإنجاب ذرية أكثر جمالاً وبهاءً، بغية تحسين النّسل للأجيال القادمة.

هذا المعني يؤكد عليه د. عادل المدني، أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية الطب جامعة الأزهر، الذي يري أن الجمال في المجتمع العربي يصب في اتجاه “الفتاة البيضاء” التي تغزل فيها الشعراء، وغنى لها المطربون، وتباهى بها الأهل، وخطب ودها الرجال، ليس هذا فقط بل صار بياض البشرة من الشروط المهمة لدخول عالم الجمال والشهرة والفن، بعكس الغرب الذين يروا أن الجمال فى البشرة السمراء، فعندهم نجمات سوبر مثل المغنية الفرنسية بيونسيه والأمريكية “ريهانا”.

الرجال يفضلونها شقراء .. رغم تدنى مستواها الذهنى

بالرغم من اختلاف الطبائع عند الشعوب، إلا أن الرجال فى معظم البلدان يفضلون المرأة بيضاء البشرة، وشقراء الشعر، رغم أن مستوى الذكاء عندها يختلف تماماً عن أى إمرأة أخرى. فالمرأة الشقراء لها جاذبية خاصة عند الرجل الشرقى تقليداً للغرب، مع أنها ليست دائما الأجمل، أو يكون السبب تفضيل الرجل للمرأة الشقراء هو افتقاده لهذا النوع من الجمال فى منطقتنا العربية ورغبة منه فى إنجاب ذرية أكثر جمالاً بهدف تجديد النسل. وفى هذا السياق، أثبتت الدراسات أن المرأة الشقراء تسحر قلب الرجل، خصوصًا إذا كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال وحسن المظهر، وأن المستوى الذهنى للرجل يتدنى عند العمل مع الشقروات وذلك لإعجابه بهن، حيث يعيش فى وهم الجمال عند تعامله أو مقابلته بإمرأة شقراء جذابة أو بمجرد مشاهدته لها. فإعجابه بها يجعله مسلوب العقل ولا يتصرف بحكمة، ويمكن فى بعض الأحيان أن يتصرف بدون وعى.

سحرها .. غموضها .. ابتسامتها

المرأة، خاصةً وإن كانت تتمتع بقدر لا بأس به من الجاذبية، فالرجل له نظرة تختلف عن الطريقة التى تنظر بها المرأة للرجل، ويكفى نظرة واحدة من الرجل لأنثى جميلة ليجول داخله أشياء وأشياء تترجمها طبيعته. حيث أكدت دراسات أمريكية حديثة أن الرجل يستمتع بالنظر إلى المرأة، لأن بعض مراكز المخ تدفع الرجال لبذل جهود للإستمتاع بالنظر إلى إمرأة جميلة، فى حين لا تحاول المرأة بذل أى جهد للنظر إلى رجل وسيم، وتبين أن الاختلاف الواضح بين الجنسين راجع إلى المخ، حيث يوجد فى مخ الرجل بعض المراكز التى تنشط عندما يرى إمرأة جميلة وهو ما يجعله يشعر بالراحة والاستمتاع، ولكن المرأة وضعها مختلف حيث لا تتأثر بأى شكل من الأشكال عند رؤية رجل جذاب!

جاذبية المرأة

اختلفت الآراء في المرأة الجذابة التى تلفت انتباه واهتمام الرجل. فشباب العشرين ينجذبون إلى مظهر الفتاه وطريقة ارتدائها لملابسها، وعما إذا كانت ترتدى الملابس التى تواكب العصر، أما الشباب الذين تراوحت أعمارهم ما بين عشرين وأربعة وعشرين من العمر فيرون أن الفتاه  التى تجيد الرقص تجذبه أكثر، لأنه يحب الرقص أيضا. ولكن الأكبر سناً وحتى الخامسة والثلاثين عاما لم يكن مظهر الفتاه يلفت أنظارهم، ولكن الشئ الوحيد الذى يجذبهم إليها هو شخصيتها وطريقة تعاملها مع الآخرين، ولكن ابتسامة المرح لدى المرأة  لها بريقًا خاصا، وينجذب الرجل للمرأة الغامضة الصامتة بشكل خاص، لأنها بذلك تكون أكثر جاذبية وقوة فى كل تصرفتها وتعاملاتها مع الآخرين، حيث أن المرأة الغامضة يفضلها الرجل، لأنها تخبئ ما تشعر به ولا تدلى بأى معلومات عن نفسها أو عن الآخرين، فينجذب إليها لأنه يجدها موضع ثقة وأكثر تأثيراً على الآخرين، ويؤمنها على أسراره، بعكس المرأة كثيرة الكلام (الثرثارة) التى يتهرب منها الرجل خوفاً منها أن تفشى أسراره أمام الآخرين.

وأضافت الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى وزميل الكلية الملكية البريطانية، أن كثير من الرجال يفضلون السيدة الشقراء، ولكن يعجبون بفكر السمراء أكثر، يمكن لأن الشقروات عددهم أقل نسبيًا فى البلاد العربية، ومعظم دول العالم مؤكدة أن تأثر الرجل بالمرأة الشقراء يقل جداً فى الدول الأوروبية التى يوجد بها نسبة كبيرة جدًا من النساء الشقروات، أما بالنسبة لباقى أنحاء العالم فيحدث ذلك التأثر بنسبة كبيرة.

إمرأة لا يفضلها الرجال

وأكدت الدكتورة هالة حماد أن المرأة بطبيعتها مخلوق رقيق، حنونة غالباً، طيبة القلب، والمرأة التى تثق بنفسها تكون أكثر جمالاً مما هى عليه، فكل إنسان له جماله الخاص، ولكن الكثير من الرجال يبحثون عن المرأة الجميلة، ولكن بعض الرجال لا يحب فى المرأة عدة أشياء ومنها المرأة التى تمنح نفسها له دون بذل أى جهد منه، أو أى تغلب العقبات والصعاب حتى يحصل عليها. فالمرأة سهلة المنال تثير اشمئزاز الرجل، وهى المرأة التى تلاحق الرجل أينما ذهب، وتظهر تلهفها عليه، والمرأة المسترجلة والعصبية التى سرعان ما تتعصب من موقف ما، والمرأة الغبية اجتماعياً وعاطفياً، والمرأة الجاهلة أيضاً التى لا تجيد التعامل معه، والمرأة الكسولة، والتى تصدر صوتا مرتفعا أغلب الأحيان، وكثيرة الكلام أو (الثرثارة)، والمرأة كثيرة الطلبات.

أشياء يفضلها الرجل فى المرأة

وأختتمت دكتورة هالة حديثها قائلة أن الرجل بطبيعته يفضل المرأة التى تتسم بالصبر، والذكاء، والحنان، والاحتواء، ورعاية المنزل، والمبتسمة، والتي تشاركه فى اهتماماته وهواياته، والتى يتكلم معها كصديقة وحبيبة، والتى تسيطر على عقله وقلبه فى الوقت نفسه.

 أما ترديد جملة “البنت بيضاء زي القمر” كدليل على أنها ملكة جمال متوجة كمقياس لجمالها ليست صحيحة، ولابد أن تتغير هذه النظرة العنصرية داخل مجتمعنا العربي، فمن العيب أن يتخلص منها الغرب، بينما تسيطر علينا في مجتمعاتنا الشرقية.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق