بوتين وبداية تفكيك أوروبا

0 889

      بقلم/ د. أيمن السيسي

بدأ بوتين في تشكيل النظام العالمي الجديد، وأثبت بالعمل الميداني أن حربه ليست ضد أوكرانيا فحسب وإنما ضد نظام عالمي أعور تمامًا. وأكد على هشاشة القوة الأمريكية التي انهزمت في العراق وأفغانستان ومن قبل في الصومال، وإفلاسها السياسي وضعف “الناتو” وجُبن دول القارة الأوروبية وهشاشة وضعف بنيانها العسكري، وأنها وأمريكا لا تملك إلا تصنيعا عسكريا تتفوق به على بلادنا العربية والإفريقية.

 

وفي تقديري أن الانكشاف المُذل لأمريكا وأوروبا هو المقدمة الفعلية للنظام العالمي الجديد الذي سيمحو بلادًا من الخريطة، كما مُحت من قبل بروسيا التي كانت أهم وأقوى دول أوروبا.

 

فقد أعلن بالأمس وزير داخلية فرنسا استعداد بلاده لمنح جزيرة كورسيكا (الفرنسية) الحكم الذاتي، كما أن هناك عودة لتطلعات إقليم كاتالونيا للإنفصال عن إسبانيا، أما إقليم فلانديز (بلجيكا )فبدأ يشهد تحركات ناشطون سياسيون لتنظيم الحركة العملية للإنفصال عن بلجيكا التي انفصلت أصلا عن هولندا عام 1830، كما تجددت دعوات الانفصال أيضا لدى إقليم بافاريا (المانيا) وبادانيا وجنوب تيرول في إيطاليا. والأخيرة كانت قبل الحرب العالمية الأولي جزءً من النمسا، ويتحدث نحو 70%من سكانها اللغة الألمانية، وهناك أيضا مشكلة أيرلندا واسكتلندا مع انجلترا، كما أن هناك أزمة إقليمي الألزاس واللورين.

 

وبعد، هل يُدعم بوتين هذه الحركات الانفصالية أو بالأحرى الاستقلالية؟وما موقع الأقاليم الإفريقية المطالبة بالاستقلال كإقليم التيجراي عن إثيوبيا، وإقليم أزواد (الطوارق والعرب) عن مالي، وإقليم برقة في ليبيا. وللروس تواجد في كل هذه الأقاليم. وما مصير عملاء أمريكا الذين لا تنتصر أو تهيمن إلا بهم وبالدعاية التي لا تزال قنوات بعض القنوات العربية مثل (العربية، والحدث، والجزيرة، وسكاي نيوز) تمارسها لتضليل مشاهديها، رغم انكشاف زيف التقارير التي يصنعها عملاء ووكلاء المخابرات الأمريكية والإنجليزية. والسؤال: أين ملكة انجلترا العجوز رأس الماسونية العالمية؟!

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق