الفانوس الرمضاني .. تاريخ وصناعة تتجاوز الألف عام

0 589
– الأسعار تبدأ من 40 جنيها وحتى 10 آلاف جنيه.
شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال:
-تراجع معدلات إنتاج الفانوس من 5 مليون إلى 2 مليون العام الحالي.
– بلغ إجمالى حجم استيراد لعب الأطفال والأدوات المكتبية 80 مليون دولار السنوات الماضية و 30 مليون دولارا حاليا.

 

كتبت: أسماء صلاح

في ظل هذه الأجواء من كل عام ،يحتفل المسلمون ،فى أنحاء العالم باقتراب شهر رمضان المعظم، والذى يحمل طابعًا خاصًا، سواء دينيا أو اجتماعيا، ويأتى فى مقدمة مظاهر الاحتفال بهذا الشهر المعظم، فانوس رمضان، الذى يحمل رمزا دينيآ وثقافيًا  فى جميع أنحاء الوطن العربي منذ ما يزيد عن الألف عام. إذ ترتبط صناعة الفانوس بالمناطق التراثية القديمة مثل حى السيدة زينب والخيامية وامبابة، ويعود ازدهاره فى عصر الدولة الفاطمية، عندما توقع القاهريون قدوم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي فى رمضان عام 341ه‍ ، 931-975م .

وقد رصد موقع “الطريق الثالث” الاستعدادات لشهر رمضان الكريم، ويأتى فى مقدمتها تاريخ وصناعة فانوس رمضان، التي ترفع شعار “صنع في مصر”.

بداية ، كشف بركات صفا ، رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، عن تراجع حجم إنتاجنا من الفانوس الرمضاني بالسوق المحلية إلى نحو 2 مليون فانوس من إجمالي إنتاج 5 مليون فانوس فيما سبق..
كما أكد صفا أن السوق المحلية، شهدت زيادة فى أسعاره بنسبة لا تقل عن 50% العام الحالي، بسبب ارتفاع سعر الدولار مؤخرا .
وعن أسعار الفانوس العام الحالي، يبدأ سعر الجملة من 10 جنيهات وحتى 60 جنيها، أما المعدن فيبدأ من 45 جنيه إلى 3000 جنيها، والصاج يبدأ من 60 جنيه إلى 2700 جنيها، أما الفانوس الخشبي فيبدأ من 15 جنيه وحتى 200 جنيه، ويخضع سعر كل فانوس حسب حجمه ونوعه وإمكانياته وارتفاعه وجودة مشغولياته .
وأكد رئيس شعبة الأدوات المكتبية، أن صناعة الفانوس شهدت مؤخرا تنوعآ فى أنواعه، ومنها: الفانوس الخرزى، والخشبي، والخيامية، والفانوس الصاج. أما عن حركة السوق، فأكد صفا أن هناك تراجعا ملحوظا فى معدلات الإقبال، آملا أن تتحرك المبيعات لأفضل من ذلك. كما كشف صفا عن تراجع حجم استيراد الفوانيس ولعب الأطفال إلى نحو 40%، إذ كان يقدر إجمالي حجم استيرادنا من الأدوات المكتبية ولعب الأطفال والفانوس منها 80 مليون دولار سنويا، أما حاليا يسجل 30 مليون دولارا فقط. وعن إجمالى حجم استيرادنا من السلع، فقد كشفت بيانات حكومية، أن واردات البلاد سجلت ارتفاعا 11.1% خلال أول 10 أشهر من 2022، مقارنة بنفس الفترة من العام 2021.
والجدير بالذكر، أن ازدهار الفانوس جاء فى عصر الخليفة الفاطمي، بينما توجد الفوانيس بصفة عامة منذ العصر الفرعوني، وفى الصين. ولكن كان للفانوس أرضية خصبة بصفة خاصة فى عصرالدولة الفاطمية، حيث ازدهر الفانوس الرمضاني فى عصر المعز لدين الله الفاطمي، عصر الدولة الفاطمية.

الفانوس في مصر

من الشواهد التاريخية، نجد أن فكرة الفانوس بصفة عامة، تعود إلى عهد الفراعنة، فقد كان المصريون يستعملون (الفانوس)، في المهرجانات الفرعونية للاحتفال بظهور ما يعرف لديهم بالنجم سيريوس Sirius، من خلال إضاءة الشوارع بالفوانيس.
الفانوس في العهد الفاطمي
هناك العديد من الروايات التاريخية التى تروى قصص لظهور الفانوس الرمضاني، ولكن الرواية الأكثر دقة، هي: عندما وصل المعز لدين الله الفاطمي فى رمضان عام 341ه‍ (931-975م) إلى مشارف القاهرة، ليتخذها عاصمة لدولته، خرج سكانها لاستقباله ومعهم الفوانيس المضيئة حتى وصل إلى قصر الخلافة، فى رمضان، حيث اتخذ المسلمون الفوانيس مظهرا هاما من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان ، على وجه الخصوص.
وما زالت الصين ومصر، تتصدران صناعتها واستعمالها، بعدة أشكال وكراكترات متعددة .
والجدير بالذكر، أن أكبر فوانيس رمضان في العالم، تمت صناعته
في شهر رمضان سنة 2012 بجنوب لبنان، بهدف الدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأكبر فانوس رمضاني في العالم، وقد بلغ ارتفاعه 18 مترا ، وعرض قاعدته 5 أمتار، فقد أضيء في مدينة الإسكندرية عام (2017) فانوسا رمضانيا يبلغ ارتفاعه 15 مترا ويعتبر أطول فانوس صنع في مصر.
من جانبه قال طارق محمود، نقيب الحرف التراثية، وصاحب مصنع للفوانيس الرمضانية، أن صناعة الفانوس استطاعت بلا منافس تطوير نفسها، حيث ظهرت أشكال جديدة ومتعددة، ومن الأشكال التراثية، مثل الفانوس المملوكي المصنوع من النحاس فقط ، ويوضع به شمع ومنه أيضا المصنوع من الصاج المطلى بالزجاج المعشق أو الملون ، ويتم صناعته من النحاس والزجاج معًا مع تطعيمه بالنقوش الإسلامية، كما توجد أنواع حديثة مصنوعة من الصاج المجلفن، ويطلى باللون الفضي أو الذهبي، وسعره اقتصادي، بربع تكلفة الفانوس النحاسي القديم الطراز .
لافتا إلى زيادة سعر الفانوس النحاسي عن نظيره بنسبة تتراوح بين 30 -35% .
والجديد هو استحداث استخدام الأشكال التى تعرف بالفنانيسن لتواكب احتياجات العصر، إذ تستخدم العديد منها كقوارير، ولتقديم ياميش رمضان وغيره.

وأيضا شهدت صناعة الفانوس تطورآ ملحوظأ فى الأشكال المفرغة بالورق المطبوع والملون، وهذا الشكل جمالي بحت ورقيق. وهناك أشكال على أقمشة الخيامية، والخداديات، حيث يتم طباعة شغل رمضان عليها بكتابة مزخرفة بالخط العربي الأصيل، وتصل سعر الخدادية إلى 40 جنيه أو ما يزيد حسب الحجم، كما يوجد أيضا فانوس على هيئة مدفع رمضان، وهذه المستحدثات هي الأكثر انتشارا فى وقتنا الحالي، وتتزايد عليها نسب الإقبال من الجمهور .
وهناك 3 أنواع من الفانوس، النوع الأول: وهو الأصيل التراثي، وهو الفاطمي، والثاني: المستحدثة مثل الفنانيس والخيامية، وهلال رمضان، والمدفع ، والنوع التقليدى اللاوتر المصنوع من الخشب إم إف. ولفت سيد إلى أن الحرف التراثية، تشهد معوقات عدة نتيجة ارتفاع أسعار الخامات، خاصة النحاس والخشب . لافتا إلى أن أسعار الخشب شهدت قفزات سعرية متتالية ، وتجاوز سعر متر الخشب ببعض الأنواع إلى ما يزيد عن 10 آلاف جنيه.
مؤكدا أن أقل أسعار فى متناول يد المستهلك تسجل 40 جنيها حاليًا، أما الحد الأقصى يتجاوز 10 آلاف جنيها، حسب الحجم ونوع المادة المستخدمة فى الصناعة. لافتا إلى أن الصينيون يستهدفون فى صناعتهم للفوانيس، على تقليد الشخصيات العامة والمشهورة، مثل محمد صلاح ،أو الشخصيات الكرتونية الترفيهية، مثل كرومبو وبكار ، وبوجي وطمطم ، لأن الصينيون يصنفوها كألعاب للأطفال، أما سوق الفوانيس المصرى تتميز فيه الصناعة بالتراث، والخامات الأكثر متانة، وتتوطن صناعته بالمناطق الأثرية، مثل الدرب الأحمر، وامبابة والسيدة زينب. وشهدت صناعته نطاق واسع من حيث الأشكال والأحجام التي تبدأ من 40 سم إلى 2 متر وأكثر .
ويتم تعليقها على مداخل العمائر والفنادق والكافيهات.
ويضيف، أن مصر البلد الوحيد على مستوى العالم المتخصصة والمتميزة بصناعة الفوانيس. أما الصينى فمعظمه يتم تصنيعه من مادة البلاستيك، لكونه الأنسب للأطفال .

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق