غدا انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي للمعهد الدولي العالي للإعلام بعنوان “الإعلام وبناء الإنسان”

0 49

كتبت: أمنة عبد الحليم

تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور ياسمين خميس، والأستاذة فريدة خميس، وعدد من الشخصيات العامة والأكاديميين والإعلاميين، ينطلق يومي 13 و14 مايو الجارى، فعاليات المؤتمر العلمي الثامن الذي ينظمه المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، تحت عنوان : “الإعلام وبناء الإنسان”، برئاسة الدكتورة سهير صالح ، عميدة المعهد، وأمانة الدكتورة إلهام يونس، وكيلة المعهد.

يحضر المؤتمر الدكتور جودة غانم ، رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، نيابة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كما يشارك في المؤتمر نخبة من الأساتذة والباحثين المصريين والعرب، يمثلون عددًا كبيرًا من الجامعات المصرية والعربية، في جلسات علمية تناقش دور الإعلام في تعزيز القيم الإنسانية، وتشكيل الوعي، وبناء الإنسان المعاصر في ظل التحديات المتسارعة.

يتميز مؤتمر هذا العام بتكريم قامتين إعلاميتين الدكتورة منى الحديدي أستاذة الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتبة الصحفية الكبيرة سناء البيسي.

قال اللواء الدكتور أحمد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق: إن المؤتمر يأتي استمرارًا لرسالة أكاديمية الشروق في دعم البحث العلمي وتعزيز الحوار الأكاديمي حول قضايا المجتمع، مؤكدًا أن الإعلام هو أحد أهم أدوات التأثير في تشكيل وعي الإنسان المصري والعربي، وأن دور المؤسسات التعليمية لا يقتصر على التعليم، بل يمتد لبناء فكر نقدي مستنير قادر على التفاعل مع قضايا الوطن.
كما أوضح الدكتور محمد شومان ، نائب رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق أن المؤتمر يمثل منصة علمية مهمة لتبادل الخبرات والرؤى بين الباحثين، مشيرًا إلى أن الإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الخبر، بل أصبح شريكًا في التنمية وصياغة الهوية، ومن هنا تأتي أهمية مناقشة أدواره في بناء الإنسان الذي نطمح إليه.

وأعربت الدكتورة سهير صالح، عميدة المعهد، ورئيسة عام المؤتمر، عن سعادتها بإنعقاد الدورة الثامنة من المؤتمر وسط هذا الزخم العلمي العربي، مضيفة أن اختيار عنوان الإعلام وبناء الإنسان يعكس إدراكنا لدور الإعلام التربوي والتثقيفي، إلى جانب أدواره الإخبارية والترفيهية، وحرصنا في المعهد على أن يكون المؤتمر منصة لتقديم أوراق بحثية تسهم في تطوير أداء المؤسسات الإعلامية والتعليمية.

 

أضافت رئيسة عام المؤتمر، أن العالم يشهد في العقود الأخيرة تحولات كبرى على مختلف المستويات، جعلت من الإنسان محورًا أساسيًا في عمليات التغيير والتقدم، كما جعلت من الإعلام أداة حاسمة في توجيه هذا التغيير وصناعته. فلم يعد الإعلام مجرد قناة لنقل الأخبار والمعلومات، بل غدا فاعلًا مركزيًا في إعادة تشكيل الوعي، وتوجيه الرأي العام، وتكوين القيم، وتعزيز المشاركة المجتمعية. ومن هنا، تبرز أهمية إعادة النظر في دور الإعلام، ليس بوصفه وسيطًا محايدًا، وإنما كقوة فاعلة في بناء الإنسان وتكوينه المعرفي والوجداني والاجتماعي والاقتصادي.

وأوضحت الدكتورة سهير صالح عميدة المعهد، أنه في خضم هذه التحولات جميعها، يبقى تعزيز حقوق الإنسان عبر الإعلام ركيزة لا غنى عنها في عملية بناء الإنسان، فالإعلام الذي يُعلي من قيمة الكرامة الإنسانية، ويُعزز مناخ الحرية والتعددية، ويفتح المجال للرأي والرأي الآخر، هو إعلام يسهم في بناء مجتمع ديمقراطي متماسك، يعرف أفراده حقوقهم ويمارسونها بوعي ومسؤولية. لذلك فإن الخطاب الإعلامي المنشود هو ذلك الذي يُوازن بين الحرية والمسؤولية، ويستند إلى مواثيق مهنية وأخلاقية، وينطلق من إيمان عميق بقيم الإنسانية المشتركة، وأن بناء الإنسان هو المشروع الأسمى لأي أمة تتطلع إلى النهوض، والإعلام هو أحد أعمدة هذا البناء.

وبينما تتسارع أدوات الإتصال وتتعدد المنصات، تبقى الرسالة الجوهرية ثابتة : إعلام يعزز الهوية، ينمي الوعي، يُمكّن الأفراد، ويصون الكرامة. ومن هنا، فإن الحاجة ملحة اليوم إلى بلورة رؤية إعلامية شاملة، تتجاوز الأطر الضيقة، وتستشرف المستقبل، وتضع الإنسان في قلب العملية الإعلامية، لا مجرد متلقٍ، بل شريك فاعل في صياغة خطابه ومحتواه ومساراته.

أكدت وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر الدكتورة إلهام يونس، أن محاور المؤتمر جاءت في إطار رؤية الدولة 2030، وفي إطار توجيهات القيادة السياسية، حيث يشتمل على المحاور التالية:

المحور الأول: “الإعلام وتشكيل الهوية” ويناقش دور الإعلام في تشكيل القيم والمبادئ لدى الفرد، والإعلام وتأثيره على الهوية الثقافية والوطنية، والإعلام كوسيله لتعزيز التسامح والتعايش السلمي، والإعلام ودعم الانتماء الوطني وبناء الوعي، ودور الإعلام في تحقيق الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي.

المحور الثاني: “الإعلام والتعليم وبناء الأجيال”، ويناقش التربية الإعلامية وتعزيز القيم الأخلاقية والتثقيف المجتمعي، والاعلام كأداة تعليمية لتنمية مهارات الشباب واكتساب المعرفة، والإعلام المدرسي والجامعي ودوره في تشكيل وعي الطلاب.

المحور الثالث: “الإعلام والتمكين الإقتصادي والإجتماعي”، ويناقش كيف يسهم الإعلام في نشر المعرفه حول الفرص الاقتصادية والحقوق الاجتماعية، ودور الإعلام في دعم الإبتكار وريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، والإعلام الرقمي والتحول الاقتصادي وتعزيز الشمول المالي، والإعلام وتعزيز المساواة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية.

المحور الرابع: “الحملات الإعلامية الخاصة بمبادرات الحكومة والمجتمع المدني” ويناقش الإعلام وتعزيز الشراكات، والحملات الإعلامية الخاصة بدعم جهود الدولة في مجال الاستثمار، والتسويق الإعلامي للمبادرات الإقتصادية والإجتماعية والحكومية والمدنية.

المحور الخامس: “الإعلام الفرص والتحديات في ظل التحول الرقمي”، ويناقش الإعلام ومواجهة الشائعات والأخبار الزائفة، قضايا حقوق الملكية واحترام الخصوصية والتأثير في الرأي العام، وضوابط وأخلاقيات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، وتحديات وصعاب أمام الإعلام مهنية واقتصادية.

المحور السادس : “الإعلام وتعزيز حقوق الانسان”، ويناقش الإعلام وقضايا المرأة، والإعلام وقضايا الشباب، والإعلام وقضايا ذوي الإحتياجات الخاصة، والإعلام كوسيلة لتعزيز حقوق الإنسان.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق