الفيوم .. عبق الماضي وسحر التاريخ

0 495

 

 كتبت- جيلان فتحي حسن

 

عرفت  فى النصوص المصريه القديمة باسم “با_ يم” أى (اليم)، أو (البحر) إشاره إلى البحيره الكبيره الواقعة فى الفيوم والتى تُعرف باسم “مر _ ور” أى البحر الكبير، وباسم “موريس” فى اليونانية. وأصبحت “بايم”، وفى القبطيه “بيوم”: “أفيوم”، و”فيوم”، ثم أضيفت إلى الأخيرة أداة التعريف فى العربية لتصبح الفيوم.

وتقع محافظه الفيوم فى الجنوب الغربى من القاهرة، وتزخر بالعديد من المواقع الأثرية من العصر الفرعونى والعصرين اليونانى والرومانى، مما يؤكد أن الإقليم كان يتمتع بالكثير من الخصائص التى أهلته لكى ينال هذا الاهتمام.

المواقع الأثريه التى نشأت فى العصر الفرعونى

هرم هوارة: يقع على بعد 9كم2 تقريبا جنوب شرق مدينه الفيوم. ويعتبر من أهم المناطق الأثرية المصرية القديمة، وتضم هرم الملك امنمحات الثالث والمنشأة التى تُعرف بقصر اللابيرانث، وإلى الشمال والشرق والغرب من الهرم عثر على مجموعه من الجبانات التى بدأ استعمالها فى الأسره الثانية عشر، ثم جرى استعمالها فى العصرين اليونانى والرومانى، وعثر فيها على الكثير من الآثار لعل أهمها صور ولوحات الفيوم التى كانت توضع على وجوه المومياوات.

كوم ماضى (مدينة ماضى): وتقع على بُعد 35 كم2 جنوب غرب الفيوم. عرفت فى النصوص اليونانيه باسم “نارموثيس” وتضم المنطقه معبد شيد فى عهد الملكين امنمحات الثالث والرابع، وكان مكرسا للإله سوبك  والإلهتين إيزيس وورننوتت. وقد اهتم البطالمة بهذا المعبد، وأضافو له ثلاث صالات من الناحية الجنوبية، ورابعة من الناحيه الشمالية، وترجع البوابات التى تقع أمام صالة الأعمده للعصر البطلمى. وقد نُقش على أعمدة المدخل الذى يؤدى إلى صالة الأعمدة أربعه أناشيد دينية للإلهة إيزيس باللغة اليونانية وعليها اسم مؤلفها ويدعي “ايزيدور”، أى هبة إيزيس. وتقدم هذه الأناشيد الدينية مثالاً رائعاً للتزاوج بين الحضارتين المصرية القديمة واليونانية، فهى مصرية الجوهر ويونانية الأسلوب، وهى محفوظة الآن فى متحف الإسكندرية. وعلى الأعمدة نفسها نجد نصاً يؤرخ للعام الثانى والعصرين من حكم الملك بطليموس التاسع (سوتير الثانى)، على اعتبار أن هذه الصالة قد شُيدت فى عهده.

قصر قارون: معبد أو قصر قارون يقع على الطرف الجنوبى الغربى لبحيرة قارون، وهو معبد فرعونى يونانى رومانى، ولم يتم تأكيد أنه قصر قارون أو مجرد معبد، وفى ذلك الموقع توجد بعثة إيطالية تعمل على بعض الحفائر لمدة خمس سنين وبعدها سيتم إعلان إن كان الجزء الموجود تحت المعبد هو قصر قارون أو تكملة للمعبد. وتأسس فى العصر البطلمى في القرن الثالث قبل الميلاد وازدهر فى العصر الرومانى على اعتبار أنها محطة هامة من محطات القوافل المتجهه إلى الواحات البحرية.

عثر فيها على معبد من أواخر العصر البطلمى، تبلغ مساحته 28 x 19م، كرس لعبادة الإله سوبك. ويتكون من صالتين يؤديان إلى قدس الأقداس الذى يتكون من ثلاثه مقاصير، خصصت الوسطى منها للمركب المقدس، والآخرين لتماثيل الإله. كما توجد ممرات أسفل قدس الأقداس، وكذلك المدخل الغربى الذى يؤدى إلى حجرة الوحى، كما يوجد درج يؤدى إلى سطح المعبد. وفى الناحيه الشرقية للمعبد يوجد جوسق على نفس المحور يشبه جوسق “ترجان” فى معبد فيلة بأسوان. كما عثر على أكثر من معبد من العصر الرومانى،  وإلى الجنوب الشرقى توجد جبانة رومانية.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق