ثورة 23 يوليو.. علامة فارقة في التاريخ المصري المجيد

0 454

بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادي سابقًا

احتفلت مصر منذ أيام بالذكرى التاسعة والستين لقيام ثورة 23 يوليو عام 1952، وأتذكر بأنه عند قيامها كنت طفلاً صغيرًا لا يزيد عمري عن العشر سنوات، ومع ذلك كنت أتابع أخبارها في الراديو والصحف قبل ظهور التلفزيون، وأحضر مؤتمرات هيئة التحرير التي كانت تقام في منطقتي “حلوان”.

بدلت هذه الثورة المجيدة واقع الحياة في مصر في كافة المناحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية .. الخ، وكانت من أهم إنجازاتها:

أ- الإنجازات السياسية: تأميم قناة السويس، واسترداد الكرامة والاستقلال والحرية التي كانت مفقودة على أيدي المستعمر المعتدي، والسيطرة على الحكم في مصر بعد سقوط الحكم الملكي، وإجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا، وإلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال، وبناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.

ب- الإنجازات الثقافية: أنشأت الثورة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي للثقافة وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته القاهرة، وهو ما يُعد من أهم وأبرز إنجازاتها الثقافية، وإنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، ورعاية الآثار والمتاحف، ودعم المؤسسات الثقافية، وإنتاج أفلام روائية من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.

ج- إنجازات تعليمية: قررت الثورة مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي، وضاعفت من ميزانية التعليم العالي، وأضافت عشرة جامعات أُنشئت في جميع أنحاء البلاد بدلاً من ثلاث جامعات فقط، وإنشاء مراكز البحث العلمي، وتطوير المستشفيات التعليمية.

د- إنجازات اقتصادية واجتماعية: تُعد الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية، وأسفرت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرًا عندما أصدرت قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952، وقضت على الإقطاع، وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها، ومصرت وأممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب، وألغت الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري، وقضت على معاملة العمال كسلع تُباع وتُشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل، وحررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وقضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي، وبناء السد العالي الذي لعب دورًا كبيرًا في حماية بلادنا من الفيضان وموجات الجفاف.

هــ – إنجازات عربية ودولية: تتمثل في تحقيق الروابط العربية بين الدول العربية، ودعم حركة التحرر فى معظم البلدان العربية، وتبنى فكرة القومية العربية، والدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم، والمشاركة في تشكيل حركة عدم الانحياز مما جعل لمصر دورًا كبيرًا ومؤثرًا على المستوى العالمي، وكسرت احتكار السلاح العالمي عندما وقعت صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955 من أجل بناء جيش قوى، والدعوة إلى عقد مؤتمرات دولية (عربية، وإفريقية، وآسيوية) من أجل حل المشكلات والتأكيد على التعاون فى كافة المجالات.

 

أعضاء مجلس قيادة الثورة

وهكذا، غيرت ثورة يوليو واقع الحياة في مصر، وبمبادئها دونت صفحة مجيدة في تاريخها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا بتجاوزها حدود الإقليم إلى العالم.

ونحن نحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو علينا أن نجعلها ملهمة لنا في بناء وطننا العزيز، خاصة بعد إعلان الجمهورية الجديدة، وكما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه بمناسبة الاحتفال بهذه الذكرى بأننا نحتاج إلى مزيد من العمل والوطنية والإخلاص.

رحم الله أعضاء مجلس قيادة الثورة: جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف البغدادي، وعبد المنعم أمين، ومحمد أنور السادات، وجمال حماد.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق