القط “لولو” .. قصة قصيرة بقلم: هبة مسعود

0 73

         هبة مسعود

 

عاش وحيدا، لم يكن له أقرباء أو أصدقاء، مجرد زملاء عمل ، كل ما يمتلكه هو العمل والقراءة. فغرفته مليئة بالكتب والمجلات الأدبية والثقافية ، ويعيش برفقة صديقه الوحيد القط “لولو” الذى يؤنس وحدته. لم يفكر بالزواج ، لشعوره بأنه سيقيد حريته.

كان يقرأ ذات يوم رواية مشابهة لحياته بطلها منعزل ووحيد، لم يجد من يقف بجواره في مرضه، وحياته بائسة للغاية ومات وحيدا، فخاف على نفسه من العزلة ، وقرر أن يخرج من تلك الدائرة المغلقة عليه إلى دائرة أوسع، فاشترك فى نادي وتعرف من خلاله على رجل خمسينى  يقرب له في العمر ، جمعتهما أفكارا مشتركة، لكنه قرر أن يتعامل معه بحذر شديد .

صارا صديقين، ونتجت تلك الصداقة عن نقطة تحول جذري في حياته.. مرض الصديق ، وزاره بمنزله ففتح له الخادم ، ودخل عليه حجرته فوجده راقدا على فراش الموت “توفاه الله” ، فحزن لفراقه وبكاه حتى ذرفت الدموع من عينيه. وبعد أن اعتصره الألم لفراق صديقه لم يجد أمامه وسيلة إلا العودة للقراءة من جديد ومداعبة صديقه “لولو”، لكنه كان يتذكر دائما نصيحة صديقه بأن يتزوج ممن تؤنس وحدته ويعيش معها ما تبقى من عمره.

وكلما ذهب إلى النادي ، كان يرى طيف صديقه المتوفي يلوح في الأفق وتتردد نصيحته في أذنه، وذات يوم وقعت عيناه على امرأة جميلة ورقيقة في الأربعينات من عمرها تجلس فى الكافيتريا وحدها، فأراد التقرب منها وتحجج لها بأن المقاعد مشغولة ولم يجد مكان للجلوس فاستأذنها في الجلوس معها فرحبت، وتعرف عليها وبعد فترة قصيرة صارحها بأنه معجب ويريد الارتباط بها ، وفى إحدى المقابلات صارحها بما كان يدور فى حياته وعن صديقه القط “لولو” وصديقه المتوفى ، وهنا كانت المفاجأة، أن صديقه المتوفى كان طليقها ، فرفضت بشدة بسبب معاناتها معه خلال زواجهما من سوء المعاملة، واعتقدت بأن الشخص الذى يريد الارتباط بها أصابه العدوى وقد يسئ أيضا معاملتها حتى وإن كانت علاقة صداقة.

تركته ورحلت، وعاد لحياة العزوبة وحيدًا فى أحضان القط “لولو”.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق