الإسكندر الأكبر: أعظم ملوك مقدونيا .. قائد أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ

 

بقلم – أسماء صلاح – باحثة أثرية

 

أعظم ملوك مقدونيا الإغريق، وأنجح الفاتحين التاريخيين، ومؤسس أكبر وأعظم امبراطورية عرفها التاريخ، الذي لم يُهزم في معركة خاضها قط، هو الإسكندر الأكبر، أو الإسكندر المقدوني، أو ذو القرنين.  وُلد في مقدرنيا بمدينة (پيلا) في اليونان القديمة، في 20 يوليو عام 356 ق.م، ولُقب بألقاب عدة منها: ملك مقدونيا، والقائد الأعلي للرابطة الهيلينية، وشاهنشاه فارس، وفرعون مصر، وسيد آسيا. والده هو الملك فيليب المقدوني الثاني “الاعور”، وأمه أوليمبياس، إبنة الملك نيوبتيليميوس، ترعرع علمياً على يد الفيليسوف الشهير أرسطو في معبد الحورايات في ميزا لمدة ثلاث سنوات، ودرس علوم الفلسفة، والشعر، والمسرح، والعلوم السياسية، وتأثر به حتى بلغ السادسة عشر من عمره، وتعلم الرماية والفروسية والرياضيات على يد ليونيداس حاكم إيبروس.

حكم منذ عام 323 وحتى 336 ق.م، وكانت ديانته وثني اشراكي إغريقي، وأصبح جندي في أول بعثة ضد القبائل التراقية. وفي عام 338ق.م أصبح المسئول عن سلاح الفرسان، وساعد والده في التغلب على الجيوش الإثنية والثيفية في خيرونيا. وفي عام 336 تزوجت أخت الإسكندر ملكَ مولوسيا، وكان خالها ويُدعى أيضًا الإسكندر، وأثناء الاحتفال التي تبع حفلة الزفاف قُتل الملك فيليب الثاني على يد النبيل المقدوني بوسانيوس، وعلى إثر موت والده قرر الإسكندر الذي كان عمره آنذاك 19 عامًا أن يستولى على السلطة بأي طريقة كانت، فحصل على دعم الجيش المقدوني بمن فيه قادة وفرق قاتل معها في خيرونيا، فنصّب الجيش الإسكندر ملكًا إقطاعيًا، واستمر في مساعدته على قتل أي ورثة محتملين للعرش، حتى أن أمه المخلصة أوليمبيا ضمنت حصول ابنها على السلطة من خلال قتل ابنة الملك فيليب الثاني وكليوباترا، مما دفع كليوباترا على الانتحار.

عند بلوغه الثلاثين من العمر كانت امبراطوريته قد امتدت من البحر الايوني غرباً إلى جبال الهيمالايا شرقاً. وبعد اغتيال الملك فيليب الثاني المقدوني اختير الإسكندر الأكبر ليرث مملكة وعرش أبيه وقيادة جيوش اليونان، وكانت المملكة في هذا الوقت قوية بالأساس، واستغل ذلك ليحقق طموحات أبيه التوسعية والفتوحات التي كان يحلم بها. وفي عام 334ق.م. قام الإسكندر الأكبر بحملة على بلاد فارس، حيث تمكن من طرد الفرس من آسيا الصغرى، وقام بتمزيق مملكتهم واحدة تلو الأخرى خلال سلسلة من الفتوحات دامت على مدى عشر سنوات.

من أبرز المعارك التي خاضها ضد الفرس معركة إسوس وكوكميلا، وفي النهاية تمكن الإسكندر من الإطاحة بملك الفرس (دارا الثالث)، وأخضع كل أراضيه التي كانت ممتدة من البحر الأدرياتي غرباً إلي نهر السند شرقاً، وفي عام 326 ق.م أقدم الإسكندر على غزو الهند لرغبته في الوصول إلى نهاية العالم والبحر الخارجي الكبير واكتشاف الطريق إلى الهند، ولكن لم يتم له مبتغاه بسبب تمرد الجيش، واضطر إلى أن يعود إدراجه.

 كان الإسكندر يخطط للعديد من الفتوحات مثل: فتح شبه الحزيرة العربية، لكنه توفى في بابل (بلاد ما بين النهرين) في 10 يونيو 323 ق.م (32 عام) بسبب حمى التيفوئيد ودُفن في الإسكندرية. وبعد وفاته قامت الحروب الأهلية بين أتباعه، لأنه لم يقرر أي منهما أن يرث حكمه، وتمزقت امبراطوريته نتاج ذلك، وانقسمت إلى عدة دول، لكل منها خليفة يحكمها، ويدين بالولاء لنفسه. ومن أشهر أقوال الإسكندر الأكبر أنا لا أخشي جيشاً من الأسود يقودها خروف، بل أخشي جيشاً من الخراف يقودها أسد.

Comments (0)
Add Comment