الشهور القبطية وعلاقتها بالأمثال الشعبية

0 995
بقلم/ ملك عبدالله سمرة – باحثة أثرية
بيفصص الجسم نسير نسير .. وعلاقتها بـ “أمشير
كل ما هو حديث نابع من شئ قديم، لذا، فمن الواضح  أن أصول التقويم ترجع إلى حياة المصري القديم عندما بدأ بتقسيم السنة والتقويم على حسب حالة الأرض الزراعية والحصاد، فكان المصريون من أوائل الشعوب التى عرفت نظام التقويم، وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول هى “فصل الزرع، وفصل الحصاد، وفصل الفيضان”. وربما بسبب هذا التقسيم الذى بدأ زراعياً، فمازال الفلاح المصرى يعتمد ويسير على هذا التقويم القبطى وهو فرعونى في الأصل منذ أيام معبد أون فى عين شمس.
ولا تزال هذه الشهور تُستخدم في الريف حتي الآن، واستخدمها الأقباط في عصور لاحقة، وحاليآ معروف بـ «التقويم القِبطي» حيث قسم القدماء السنة إلى 12 شهرًا وكل شهر فيه 30 يومًا، وهذا التقويم اخترعه المصريون القدماء عام ٤٢٣٦ ق.م و يعود التقويم القبطي إلى عام 1235 قبل الميلاد.

ونحن على مشارف شهر أمشير، ولابد أن نتعرف علي علاقة الشهور القبطيه بالآلهة وأسماؤهم وعلاقتها بالأمثال الشعبية الدارجة حتي الآن:
1- توت: نسبة إلى الإله المصري توت أو تحوت (إله الحكمة والعلم والكتابة وحامى الكتبة) “توت ري ولا تموت”.
2- بابة: “هو الاسم الأصلي للأقصر”، وكذلك نسبة إلى عيد أوبت: وهو عيد انتقال الإله آمون من معبده في الكرنك إلى معبده في الأقصر “بابة خش واقفل البوابة”اتقاء للبرد.
3- هاتور: نسبة إلى حاتحور (هاتور في القبطية) آلهة العطاء والحب والموسيقى “هاتور أبو الذهب المنثور” أي القمح، و”إن فاتك هاتور أصبر لما السنه تدور”.
4- كيهك أو كياك =مشتق من التعبير كا-حر-كا أي قرين مع قرين، ومعناه عيد اجتماع الأرواح عند الفراعنة، “صبحك مساك شيل يدك من غداك، وحطها في عشاك”، وهذا يرمز إلى أقصر أيام السنة.
5- طوبة: مشتق من الكلمة المصرية القديمة تاعبت وهو أحد الأعياد، “طوبه بتخلي الشابة كركوبه”، نسبة إلى البرد الشديد.
6- أمشير: إشارة إلى عيد يرتبط بالإله “مخير”، وهو الإله المسؤول عن الزوابع، فيقابله «ماج ــ ببر» ومعناه انتهاء البرد وقيل إن اسمه أخذ من اسم إله الشياطين لحصول الزوابع والتقلبات الجوية الحادة فيه، ولذلك يقولون «أمشير أبو الزعابيب الكتير .. ياخد العجوزة ويطير»، وهو إسم مُقسّم لـ ٣ أقسام: مشير: عشرة الراعي «وهِنا بيتخدع الفلاح بالدفا اللي في أول ١٠ أيام» ، ومشرشر: عشرة الماعِز «ويرجع البرد، وتشتد الرياح والمطر، وتُنفق الماعز من شدة البرد»، وشراشر: عشرة العجوز «وفي العشرة دول يرجع تاني الدفا، ويرجع معاه حركة العجوز» قسمهم لـ 3 عشرات من شدة التقلبات الجويه وحالته الغير مستقره، وبدأت تطلع الأمثال المتعارف عليها حتى الآن، أمشير يقول للزرع “سير بلا تعسير” و”الإسم لطوبة والفعل لأمشير”، أمشير يخلي العجوزة جلدة، والصبية قردة، أمشير أبو الزعابير يخلى العجوز تقيد الحصير.
7- برمهات: ربما نسبة إلى عيد يتعلق بالملك أمنحتب، “روح الغيط وهات”، هو موعد نضج المحاصيل الشتوية.
8- برمودة: نسبة إلى إله الحصاد الفرعونى (رنودة) “برمودة دق العامودة”، أي دق سنابل القمح بعد نضجها.
9- بشنس = نسبة إلى الإله خونسو (خنس في القبطية) إله القمر عند الفراعنة وممثل دور الابن في ثالوث طيبة، “بشنس يكنس الغيط كنس”.
10- بؤونة: نسبة إلى عيد “أنت” أي عيد الوادى، وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون من شرق النيل إلى غربه. وكانت الذبائح تقدم تكريماً للراقدين، “تنشف المياه من الماعونة وهذا يرمز إلى شدة الحر”.
11- أبيب: عيد الإلهة أبيبى عند الفراعنة. “أبيب أبو اللهاليب”، وهذا يرمز إلى “شدة الحر”.
12- مسره: نسبة إلى مسو-رع، أي ولادة رَع. “مسرة تجرى فيه كل ترعة عسرة” وهذا يرمز إلى ازدياد مياه الفيضان فتغمر الأرض، وأيضآ أيام النسى يحتفل بأوزيريس في أول هذه الأيام. “تزرع أي شيء حتى لو في غير أوانه وينم”.
ولا تزال هذه الشهور القبطية تُستخدم في الريف المصري المعاصر لأنها كانت مرتبطة بمواعيد الزراعة والحصاد عند المصري القديم.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق